الخميس، 21 مارس 2013

مقال: وكلائنا ، ومدرسة مرسيدس




من منكم يذكر أيام الطفولة أول مره يجلس فيها على مقعد السائق بالسيارة؟ أو أول مره يسمح له والده أو أخيه بأن يقود سيارته قبل بلوغ السن القانوني ؟ أو أول مره يرى فيها سيارة فيراري أو لامبورجيني على الطبيعة ؟ متأكد أن كل منًا يذكر لحظة خاصة به تتعلق بسيارة معينه لا تزال راسخة في ذهنه.

وبموضوع له علاقة ، قرأت قبل فترة ان شركة مرسيدس في الولايات المتحدة تقدمت بطلب لـ “إدارة إصدار رخص قيادة المركبات” لتصرح لهم بفتح مدارس تعليم القيادة (في المدن الرئيسية) للمراهقين الراغبين بالحصول على رخصة قيادة عند بلوغهم السن القانوني . بحيث تكون المدرسة هي أيضاً مكان اختبارهم للرخصة من خلال احدى موديلات مرسيدس المختلفة والمخصصة لذلك . وصرحت مرسيدس أن الهدف من مدرسة القيادة – بكل بساطة – هو تثقيف الشباب عن قيادة أكثر سلامة  وأمناً من خلال برامج مبتكرة وتقنية عالية موجودة في سيارات الشركة .

ولكن فعلياً ، الهدف أذكى وأبعد من ذلك بكثير . فلا شك أن قيادة المراهق لسيارات فخمة من فئة الـ E و C أو حتى الـ A ستكون تجربة صعبة النسيان . ولذلك فهي عملية أستثمار مستقبلي من الدرجة الأولى ، تقوم بترسيخ تجربة قيادة سيارات مرسيدس العريقة في عقلية جيل سيكون قادراً يوماً ما على اختيار وشراء سيارته بنفسه .

ومعروف عن مرسيدس حرصها الدائم على التواجد والتفاعل مع الناس . حيث كانت أول شركة سيارات تنشئ قنوات فضائية في بداية الألفية لتسويق منتجات الشركة ونقل فكرها بأربع لغات ، ولكن لم يستمر المشروع طويلاً . واستبدلتها بموقع على الانترنت نشط جداً خاص بمنتجات وأخبار الشركة يعرض مقاطع فيديو عن كل جديد أولاً بأول بأكثر من لغة ، ويسمح للمشاهدين المشاركة بآرائهم والتعليق على المقاطع والاعلانات . هذا مع حضورها الفعال – مثل أغلب شركات السيارات الآن – في كل من فيس بوك وتويتر وقناتها الخاصة على اليوتيوب .

فكرة جميلة جداً – وتسويقية بحته –  أن تكون حاضراً بأذهان الآخرين وتحرص على استمرار تذكيرهم بمنتجاتك من خلال تفاعلك معهم بشكل مباشر وغير مباشر . وتواجدك في المناسبات الإجتماعية ومساهمتك مادياً ومعنوياً في القطاعات الخدمية للناس ، حتى وإن كان الهدف منها مادَي بحت ، لِما لا؟ تلقائياً ستغرس فيهم مفهوم جديد يُكسب إسم الشركة نظرة إيجابية يغلب عليها الإعجاب تجني أرباحها مستقبلاً .
مما يجعلني دائم التسائل: لماذا لا يفكَر وكلاء السيارات المحليون بنشاطات مشابهه تخدمهم وتخدم المجتمع؟ وبما أن منافسة مبيعات السيارات تزداد يوماً بعد يوم ، لما لا يستغلون شغف وحب الشباب بعالم السيارات؟ لماذ لا يساهمون بشكل فعَال وصادق لعلهم يكسبون سمعة أفضل من المشهور بها بعضهم؟
شيء عجيب فعلاً ، أن تكون في بلد يحتل فيه الشباب نسبة أكثر من 60% من التعداد السكاني ، ويستحوذ حب السيارات على جزء كبير من اهتماماتهم . ومع ذلك ترا وكلاء السيارات لا يبدون أي اهتمام للوصول إليهم والتواصل معهم ، حتى ولو كان لمنفعتهم الشخصية!

0 التعليقات:

إرسال تعليق