الاثنين، 28 أغسطس 2017

جوتيريش يدافع عن حلم السلام بين إسرائيل والفلسطينيين

أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو وجتيريش اليوم (الإثنين) محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين في زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه، داعياً إلى التوصل لحل الدولتين مع الفلسطينيين، ومتحدثاً عن حلمه بالسلام.

وتحدث جوتيريش الذي تولى منصبه في يناير الماضي عن أحد أقدم الصراعات في العالم، مشدداً على ضرورة إقامة دولة فلسطينية على رغم العراقيل خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال جوتيريش في تصريحات صحافية في مكتب نتانياهو «أحلم أن يكون لدي الفرصة لرؤية دولتين في الأرض المقدسة تعيشان معاً في اعتراف متبادل وأيضاً في سلام وأمن».

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن هناك «عدداً من العراقيل» أمام عملية السلام، موضحاً «أعربت على سبيل المثال عن معارضتي للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية». لكنه تحدث أيضاً عن ضرورة إدانة ما وصفه بـ «الإرهاب والعنف والتحريض على الكراهية».

وبينما ركز جوتيريش على محادثات السلام مع الفلسطينيين، ركز نتانياهو على الضغط على الأمين العام للمنظمة الدولية في مسألة مهمة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، وما وصفه بـ «العمى» إزاء تسلح «حزب الله» في لبنان.

وتأتي الزيارة في وقت من المقرر أن يصوت مجلس الأمن على تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) في 30أغسطس الجاري مبدئياً لعام واحد.

ومن جهته، لم يتطرق نتانياهو أمام الإعلام إلى الصراع مع الفلسطينيين سوى للتنديد بما وصفه «الهوس السخيف» في هيئات الأمم المتحدة ضد إسرائيل. وقال: «المشكلة الأكثر أهمية وإلحاحاً التي نواجهها تتعلق بحزب الله في سورية».

وقال نتانياهو إن «إيران تعمل على تحويل سورية إلى قاعدة عسكرية، وتسعى إلى استخدام سورية ولبنان جبهتين لشن حرب على إسرائيل تجسيداً لهدفها المعلن في تدميرها».

واتهم نتانياهو طهران أيضاً ببناء مصانع لإنتاج صواريخ دقيقة لتحقيق هذا الغرض في سورية ولبنان. وأضاف: «لا يمكن إسرائيل أن تسمح بذلك ولا يجوز للأمم المتحدة أن تسمح بذلك».

وخاض حزب الله حروباً عدة ضد إسرائيل في جنوب لبنان كان آخرها في صيف عام 2006، استمرت 33 يوماً وأسفرت عن سقوط حوالى 1200 قتيل في لبنان معظمهم من المدنيين و160 قتيلاً إسرائيلياً معظمهم جنود.

وندد نتانياهو أيضاً بـ «الممارسات التي تنطوي على تمييز واضح» ضد إسرائيل في «منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونيسكو) وأيضاً «مجلس حقوق الإنسان». بينما دافع جوتيريش عن «حيادية» الأمم المتحدة أمام نتانياهو.

وقال جوتيريش الذي زار صباح اليوم نصب «ياد فاشيم» لذكرى ضحايا المحرقة اليهودية إن «الإعلان عن حق دولة إسرائيل في الوجود أمر غير موجود أو الرغبة بتدمير دولة إسرائيل هو شكل غير مقبول من معاداة السامية الحديثة».

وكان جوتيريش التقى صباح اليوم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وسيتوجه إلى رام الله غداً للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله. ويزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس تركيا حالياً ولن يقابل جوتيريش في زيارته.

ويتوجه جوتيريش إلى قطاع غزة المحاصر الأربعاء المقبل.

وبعد وصوله مساء أمس، التقى جوتيريش مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام جيسون جرينبلات.

وكان الأخير قدم الأسبوع الماضي ضمن وفد أمريكي يضم صهر ترامب جاريد كوشنير وأجرى محادثات مع كل من نتانياهو وعباس.

وبقي جرينبلات لإجراء مزيد من المحادثات. وتسعى إدارة ترامب إلى إحياء مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين.

ويشكك كثيرون في إمكان استئناف محادثات جدية بين الجانبين حالياً، إذ تعد الحكومة التي يتزعمها حالياً نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا بشكل علني إلى إلغاء فكرة قيام دولة فلسطينية.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأمريكية حول هذا الموضوع في أبريل 2014.

ومن المتوقع أن يسعى جوتيريش، وهو رئيس وزراء برتغالي سابق تسلم منصبه في يناير الماضي، إلى دفع الجانبين لاتخاذ خطوات من أجل الحفاظ على حل الدولتين الذي يبدو مهدداً.

وتبدو حكومة نتانياهو الذي يقود ائتلافاً هو الأكثر تطرفاً في معسكر اليمين في تاريخ إسرائيل، مستفيدة من استمرار الوضع على ما هو عليه.

أما الفلسطينيون، فإن كل يوم يمر يجعل فرصة إقامة دولة فلسطينية أبعد منالاً بالنسبة إليهم، وباتوا يعبرون بصراحة أكبر عن استيائهم إزاء مواقف إدارة ترامب.

المصدر : أ ف ب



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق