الخميس، 29 أكتوبر 2015

الجروان: الأمة العربية خير أمة وستتحد قريبًا.. ومصر مكانتها كبيرة

أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور أحمد بن محمد الجروان على أن الوطن العربي والمنظومة العربية بحاجة ماسة للدور المصري؛ نظرا لمكانتها الكبيرة ودورها المحوري والرئيسي في المنطقة، قائلا: “إننا على ثقة من عودة مصر لتبوأ مكانتها ودورها الريادي في المنطقة”.

وقال الجروان – في مقابلة مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان على هامش زيارته الحالية للمملكة – “إننا ننتظر اكتمال عرس الشعب المصري باستكمال الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق وهو انتخاب مجلس النواب، ونحن كبرلمان عربي مراقبون ومتابعون على سير عملية الانتخابات (الدستور– الرئاسية– البرلمانية) ونتشوق لتبوأ مصر الجديدة مكانها في البرلمان العربي”.

وأضاف “إننا في البرلمان العربي كنا أول الداعين والداعمين لمصر لتكون عضوا في مجلس الأمن الدولي، كما كنا أيضا أول المهنئين لها قيادة وحكومة وشعبا على هذه العضوية التي جاءت تقديرا لدورها المهم خاصة في هذه الظروف، حيث إنها ستكون حاملة لملف الوطن العربي وللقضايا العربية”.

وردا على سؤال حول تقييمه للعلاقات “العربية – العربية”، أجاب الجروان “نحن فخورون بكوننا عربا وبيتنا العربي موحد ونحن كتلة متكاملة ومتجانسة من خلال اللغة والدين والعرق والأصول والعادات والتقاليد بمعنى أن كل مقومات الانتماء واحدة ومتلاصقة.. ورغم أن فترة الاستعمار الغربي عملت على تفرقة الأمة وأصبحت جزئيات متناثرة هنا وهناك لكنها متجاذبة وقادرة لأن تعود مرة أخرى للتلاحم وتشكيل القوة العربية الكبيرة”.

وقال “في هذه الأيام – ولسوء الحظ – هناك من يحاول من أعداء الأمة أن تبقى هذه الجزئيات متنافرة حيث يعملون ويدفعون بتباعدها وتسليط الضوء على الجوانب السلبية لتبقى الأوطان متنافرة، إلا أن هناك الكثير من المقومات المتميزة التي تجمعنا”.

وأضاف “إن بيتنا العربي ليس متصدعا ولكن الهجمة علينا كعرب شرسة، ونحن الآن نمر بأسوأ مرحلة ممكن أن تتكالب علينا الأمم خلالها، ولكننا متمسكون ومؤمنون بالعودة العربية القريبة ولدينا ثقة عالية جدا في شبابنا وفتياتنا وقاداتنا وقواتنا المسلحة العربية”.

وتابع “إن المستوى العربي المتميز استدعى من الغرب ليكون حاضر أو متفانيا في زعزعة الوطن العربي.. وهذا ما شاهدناه في الإرهاب الذي أتانا من الغرب حيث يتضح جليا على شاشات التليفزيون من أشكالهم ولهجاتهم أنهم لا ينتمون إلى الأمة العربية”.

وقال “إن شعبنا العربي متماسك ولن يستطيع أحد تقسيمه سواء من الداخل أو الخارج عبر تعزيز الطائفية والتكفير، فنحن من الخليج إلى المحيط أهل وأسرة واحدة كبيرة”.. مشددا على أن الأمة العربية لن تفنى – رضي من رضي ورفض من رفض – .. مستشهدا بقوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، قائلا “نحن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر”.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المتاعب والمشاكل في المنطقة العربية ، لكن معالجتها تتطلب أن يكون الصوت موحدا و العمل مشتركا وأن يتم الارتقاء بالمطالب عن الصغائر خاصة وأن هناك أولويات تتمثل في: الأمن القومي العربي والحفاظ على مقدرات الشعب العربي ، التكامل الاقتصادي العربي ، التنمية المستقبلية ، والابتعاد عن الفئوية والحزبية.

وحول الدور الذي يلعبه البرلمان تجاه حل الأزمة السورية؟.. أجاب الجروان “إن دورنا من خلال نظامنا الأساسي وما أقرته النظم وصادق عليه قادة الدول العربية هو تكليفنا بمهمة محدودة تتمثل في تعزيز العمل العربي المشترك وتوصيل صوت الشارع العربي واستكمال المنظومة العربية من خلال كافة الأجهزة.. ويعد البرلمان من أجهزة الجامعة العربية”.

وقال “إننا في البرلمان العربي ندعم التوصل إلى حل سلمي ودبلوماسي يجنب الشعب السوري – وما تبقى من مقدراته – ويلات استمرار القتال وكنا نطالب منذ بداية الأزمة بأن تنخفض أصوات المدافع وتعلو أصوات الرجال والعقلاء” .. معتبرا التدخل الروسي الأخير في المنطقة “خطيرا” ولابد أن يوثق في صفحات التاريخ وفي الإعلام حول ما نشرته موسكو وهو أنها جاءت لمحاربة داعش والتأكد من التزامها بذلك.

وأضاف “إذا كان القصد من التدخل الروسي هو محاربة مجموعة داعش الإرهابية فإننا جميعا نسعى إلى استئصال هذا الإرهاب الخبيث ، كما أنه قد يكون هناك مصلحة استراتيجية روسية وهي قطع الطريق على هذه الأفعى في منطقتنا قبل أن تتوغل إلى منطقتها”..مشيرا إلى أن روسيا وضعت على نفسها شرطا وهو أنها جاءت لمحاربة داعش “لذا فإننا سنتابع عما إذا كانت تحارب داعش أم ترجح كفة طرف على آخر “.

ولفت إلى أن الحرب في سوريا تدخل عامها الخامس وتتحرك أرتال عسكرية داعشية من أقصى شمال العراق إلى أقصى جنوب سوريا وطائرات التحالف تحلق في الأجواء السورية.. قائلا “إن إطالة أمد هذه الحرب يجعلنا نتساءل هل هناك مؤامرة كبيرة أو تواطؤا أوخطة لتدمير هذه الأمة العربية؟.

ونوه بأن القيادة العربية والشعب العربي منذ بداية انطلاق شرارة الأزمة السورية حاولوا حلها دبلوماسيا وسياسيا إلا أن هناك أيادي خفية تهدف إلى استمرار القتال لتقوية نفوذ وتحقيق مصالح قطرية.

وعن التدخل الإيراني في المنطقة..قال الجروان “إننا نرفض بأي حال من الأحوال أن تتدخل إيران بالشئون الداخلية للدول العربية وفي الوقت ذاته لانريد إعطاءها دورا أكبر من حجمها ؛ لأن الوطن كبير بقياداته وقواته وشعبه ، ومع ذلك فإننا نحترم الجيرة وأن يكون لنا معها علاقات متميزة وتبادل تجاري وسياحي وعمل مشترك على مبدأ الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية”.

وردا على سؤال هل تعتقدون أن ملفي داعش والنووي الإيراني سيغيران تحالفات الإقليم ؟ ..أجاب الجروان إن داعش منظمة إرهابية فاشلة لفظتها كل القيم والأحرار في العالم ولا توجد أية منظومة أو مؤسسة تدعم الإرهاب إلا مؤسسة إرهابية شبيهة لها ومن تم إرسالهم إلى الوطن العربي عبارة عن مجموعة مجرمين من مخلفات سجون العالم ، وأغلبهم مرتزقة جاءوا لكسب عيش حرام على جثث الأبرياء والأطفال والسيدات والشيوخ.

وبالنسبة للملف النووي الإيراني .. قال الجروان “إن ملف إيران النووي شأن داخلي ،ونحن في البرلمان العربي لم يعرض علينا شيء من قبل القادة العرب للبت في هذا الموضوع ، لكن لدينا ثقة في قياداتنا التي تعاملت مع هذا الملف بما يخدم مصلحة الأمة العربية ، ونتمنى أن لا يؤثر سلبا على التعايش في المنطقة”.

وردا على سؤال هل تعتقدون أن ما يقوم به داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية هوالسبب الرئيسي في وصم الغرب لديننا الحنيف بأنه دين إرهاب .. أم أن هناك أيادي خفية أخرى وراء تشويه صورة الإسلام من أجل تحقيق أجندات خاصة في المنطقة؟ ..قال الجروان إن الإسلام رسالة سماوية منذ أكثر من 1400 سنة ويحاول أعداؤه أن يشوهوا صورته إلا أنهم لم يستطيعوا”.

وأفاد بأن هناك أكثر من 5ر1 مليار مسلم حول العالم يحملون رسالة السلام .. قائلا” نحن نعيش في حب وسلام مع الجميع ، أما أولئك الإرهابيون فالغرب مقتنع تماما بأنهم لايمتون للاسلام بصلة ، وبالنسبة للصهيونية الدولية التي تعمل لصالح إسرائيل أو لزعزعة الوضع في المنطقة خدمة لمصالح خاصة لشركات كبرى (أسلحة وتجارية ومافيا دولية) فهي تريد بعثرة بعض الأوراق في المنطقة العربية”.

وقال إن ما تقوم به داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية الأخرى تعد أعمالا لا تمت للاسلام بصلة والجميع يعلم ذلك ، وهناك تجنيد لبعض العرب من خلال استغلال نقاط الضعف لاستقطابهم في تنفيذ عمليات إرهابية سواء في المساجد أوغيرها.

وحول وثقة الأمن القومي العربي التي أطلقها البرلمان، أجاب الجروان “إن الوثيقة تستهدف تعزيز مكانة الأمن القومي العربي وتستند إلى عدة عوامل مهمة أولها: دور الأسرة العربية في المحافظة على النشء ومتابعة السلوكيات.

وأضاف أن ثاني تلك العوامل هو دور المدرسة والمؤسسة التعليمية في تهيئة الأجواء المهمة للطلبة والطالبات ومتابعتهم وتسليط الضوء عليهم والتركيز على سلوكياتهم لحماية المجتمع، وثالثها دور الإعلام وضرورة أن يتعامل مع الحقائق والابتعاد عن تهييج الرأي العام، أي أن يكون ميزانا في بث المعلومة وأن يصبح دوره تربويا خاصة وأنه بات يلعب دورا سلبيا في تعزيز دور داعش من خلال التركيز على إنجازاتها فأصبح بديلا للمؤسسة الإعلامية لهذه الجماعة الإرهابية وهذا كله على حساب الأمن القومي العربي”.

أما العامل الرابع، وفقا للجروان، فهو دور الحكومات والسلطات التنفيذية في الوطن العربي التي يجب أن يكون لها دور في تهيئة وزارات التربية والتعليم لتكون صالحة وليكون للأسرة العربية نوع من المساحة للعيش الكريم وأن يكون هناك دور للحكومات في التعاطي مع الإعلام لأن إطلاق اليد الإعلامية كليا دون الأخذ في الحسبان أولويات الأمن القومي العربي يسيء ويخلق حالة من البلبلة.

وبالنسبة للعامل الخامس، قال إنه يتمثل في القوات المسلحة والجهات الأمنية “أي أننا لا يجب أن نوكل الأمن على جهة واحدة وهي القوات المسلحة خاصة وأننا في الوطن العربي لسنا دولا بوليسية”..مشددا على ضرورة أن تتكاتف هذه العوامل لتبرز شعبا عربيا واحدا مطمئنا في حياته اليومية.

وعن القوة العربية المشتركة، أجاب الجروان بأنها تعد أحد مطالب البرلمان العربي في وثيقة الأمن القومي العربي حيث تم عرضها على قمة شرم الشيخ العربية، قائلا “إن البرلمان داعم للقوة العربية المشتركة لما لها من ضرورة قصوى في هذه الأيام للمحافظة على الكرامة العربية”، منوها في هذا الصدد بعاصفة الحزم التي تقودها السعودية في اليمن لإعادة الشرعية.

وقال “إننا لو كنا تعاملنا مع القضية الصومالية منذ التسعينيات بهذا الحزم وبهذه الوقفة العربية وهبة الرجل الواحد لأوقفنا الإرهابيين هناك ولما سقطت دولة في هذا الوقت” .. مضيفا “إن تشكيل القوة مطلب استراتيجي للشعب العربي وترمي إلى وقف استنزاف كرامة الوطن العربي”.

وعما إذا كان يرى أن التحالف الدولي لمحاربة داعش قد حقق الأهداف المرجوة منه أم لا؟.. أجاب الجروان بأن هذا التحالف لم يحقق الأهداف المرجوة منه ويعتبر دليلا على فشل الدبلوماسية الدولية في تعاطيها مع قضية الملف السوري خاصة وأنه تشكل منذ حوالي سنتين ولم يحقق أهدافه حتى اللحظة.

وقال”لقداستنزفت الكثير من خيرات ومقدرات الوطن العربي على الصواريخ والمتفجرات والقنابل بدلا من صرفها على كرامة شعوب المنطقة في التعليم والعلاج وفي الحياة الكريمة”، مضيفا: “العرب يقاتلون العرب بأموال العرب وبمقدرات العرب والمستفيد جهة أخرى”.

وأضاف”نحن ننتظر من المجتمع الدولي أن يعي أن النار التي تحرق الوطن العربي لابد أن ترمي بشررها على الغرب ، وهو ما ظهرت بوادره من خلال موجات نزوح اللاجئين الذين بدأوا في التوجه إليه هربا من الحرب”.

ونبه إلى أن الغرب والمجتمع الدولي نسيا تعاطي الدول العربية مع القضية السورية ومع ضيوف الوطن العربي ، مشيرا إلى أن الأردن استضاف أكثر من مليون ونصف المليون ضيف وأصبحوا يشكلون عبئا استراتيجيا على المملكة خصوصا في ظل محدودية إمكانياتها ومواردها.

وأشار الجروان إلى أن ضيوف الأردن قد يكون عددهم أكثر من شعوب دول كاملة لديها حكومات ومقدرات، وكذلك لبنان تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين رغم الظروف التي تمر بها والعراق أيضا وفي ظل هذه الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها، منوها بأن السوريين انتشروا في العديد من الدول العربية ومنها الإمارات والسعودية والسودان ومصر والجزائر والسودان حيث فتحت أبوابها ومدارسها لهم.

وفيما يتعلق بمبادرة المصالحة السودانية، قال الجروان إن “البرلمان العربي يقف خلف توجه القيادة السودانية ومطلب الشعب السوداني بتحقيق مبادرة المصالحة التي أطلقها الرئيس عمر البشير لتوحيد البيت السوداني وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية”.

المصدر: أ ش أ



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق