الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

لافروف: عملية جنيف كانت تتعثر بسبب العناصر الراديكالية في المعارضة السورية

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن تسوية الأزمة السورية قد انطلقت عبر تشكيل ما يسمى بعملية جنيف، لافتا إلى أن العملية كانت تتعثر كثيرا بسبب العناصر الراديكالية في المعارضة السورية.

وأشار إلى أنه خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما تم تشكيل المجموعة الدولية لدعم سوريا، وحثت هذه المجموعة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا على صياغة جدول الأعمال وأجندة لعملية جنيف، كما قامت هذه المجموعة بتشكيل مجموعتين فرعيتين إحداهما تقوم بمراعاة نظام وقف إطلاق النار، والمجموعة الثانية تعتني بتقديم الدعم الإنساني.

وأكد لافروف – في كلمة خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية سورينام يلدز بولاك بيجلي، اليوم الثلاثاء – أن مطلب رحيل نظام بشار الأسد الذي قدمته المعارضة المدعومة من الدول الغربية في البداية كان غير بناء، لافتا إلى أن عملية جنيف كانت تتعثر كثيرا؛ بسبب العناصر الراديكالية بين المعارضين حيث أنها دائما كانت ترفض التوحد مع المجموعات المتخذة لمواقف بناءة، كما كانت ترفض إجراء مفاوضات مع الحكومة السورية.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن عملية أستانة انطلقت بعد فشل الاتفاقية الروسية الأمريكية حول الفصل بين ما يسمى بالمعارضة الوطنية وجبهة النصرة و”داعش”، مضيفا “الطرف الأمريكي لم يتمكن من التعهد بالالتزامات الخاصة بتنظيم مثل هذا الفصل، وبعدها اتخذ الطرف الروسي قرارا لاختيار الشركاء القادرين على الالتزام بتعهداتهم، وهكذا انطلقت عملية أستانة، حيث أن الجولة الأولى من هذه العملية كانت تمثل تغيرا نوعيا في جهود التسوية”.

ولفت إلى أن عملية أستانة ضمت 3 دول ضامنة هي تركيا وإيران وروسيا، وكانت العملية تضم وفدا من الحكومة السورية، ووفدا من المعارضة المسلحة التي كانت تحارب الحكومة السورية على الأرض، موضحا أن كل المحاولات لاستئناف المفاوضات في جنيف كانت تعتني بمشاركة المعارضين الذين لا يعيشون في سوريا لمدة طويلة بل ليس لديهم أي زمام للقيادة والتأثير في ميدان القتال.

وأكد أن مفاوضات أستانة أثبت فعاليتها، وخلال هذه المفاوضات تم تشكيل مناطق خفض التوتر بناء على الاتفاقيات بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة والدول الضامنة، مشيرا إلى أنه الآن يدور الحديث حول تأمين سليم لوجود الشرطة العسكرية للدول الضامنة في حدود هذه المناطق.

وتابع وزير الخارجية الروسي انه تم تشكيل منطقة خفض توتر في جنوب البلاد بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والأردن، وحاليا نسعى إلى توحيد هذه العمليات، وفي هذه الساعات تنعقد الجولة السابعة من أستانة لتسوية الأزمة، وأحد أهم المسائل المطروحة على الطاولة في هذه الجولة هي المسألة المتعلقة بضمان الأمن حول مناطق خفض التوتر.

وأكد لافروف فيما يتعلق بالمرحلة الحالية للتسوية السورية، أن هناك تباطؤا ملحوظا في الجهود الخاصة بمفاوضات جنيف، مشيرا إلى أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن الموعد والتاريخ الجديد لهذه المفاوضات، لافتا إلى أن مبادرة إنشاء مؤتمر الحوار الوطني السوري يعتبر خطوة جديدة لتوسيع دائرة المشاركين في عملية التسوية السورية وهو ما ينص عليه القرار الأممي الـ22 والـ54 والذي ينص على تمثيل جميع الطوائف والألوان السياسية والعرقية والقومية والدينية في عملية التسوية السلمية للأزمة السورية.

وقال لافروف “إن هناك حديثا حول انضمام الممثلين عن المعارضة العسكرية في المفاوضات مع الحكومة في محادثات أستانة” مشيرا إلى أن بفضل ضم الممثلين عن القبائل وجميع المجموعات العرقية والدينية المقيمة في سوريا للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني سيثمن قيمة الاتفاقيات التي سيتم التوصل إليها، مؤكدا أن محادثات أستانا حفزت استئناف مفاوضات جنيف في ديسمبر الماضي للجميع للعمل في اتجاه واحد للتوصل إلى اتفاقيات بين الحكومة والمعارضة.

وحول الإدعاء بوجود نزعة لتشكيل منصات جديدة للتفاوض حول سوريا، أشار لافروف إلى أنه لم يسمع سوى عن مبادرة فرنسية واحدة عرضت على الجميع تشكيل مجموعة اتصال بناء بما يتماشى مع ما تدعيه فرنسا حول فشل الصيغ السابقة، مبديا استعداده وجاهزيته لمناقشة جميع المبادرات التي ستساهم في عملية التسوية، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الفرنسي أكد خلال زيارته لروسيا على تأييد هذه المبادرة بشكل علني والتي تتلخص في أن على الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن أن يجتمعوا ويتخذوا قرارا حاسما حول الوضع السوري في المستقبل.

وحول اتصالات جورج بابادوبولوس المستشار السابق لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مع وسطاء يعملون لحساب السلطات الروسية، قال لافروف إن هناك رسائل موجهة من قبل واشنطن بشأن أسباب فوز دونالد ترمب أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أو ما يسمى بالتدخل المزعوم من قبل روسيا، مؤكدا أن موسكو لم تستخدم شركة (جوجل) بهدف التدخل في سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فوجود هذه الاتهامات العلنية لا يأتي في مصلحة من خلقوا هذه المشكلات، فالبعض يربط الصلة إلى الخطط الأوكرانية بشأن موقفها أثناء الحملة الانتخابية الأمريكية.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق