الأحد، 31 مارس 2019

خلال كلمته أمام القمة العربية.. عباس يعرب عن تطلعه لتوحيد الموقف العربي إزاء “قضية العرب الأولى”

أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، عن تطلعه لتوحيد الموقف العربي لنصرة فلسطين التي تعتبر قضية العرب الأولى.

وأكد الرئيس الفلسطيني، في كلمته أمام القمة العربية العادية في دورتها الـ”30 ” المنعقدة في تونس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل ممارساتها القمعية وإجراءاتها التعسفية من أجل طمس هوية ” القدس ” المدينة المقدسة ، وتغيير معالمها الروحية والتاريخية ، وانتهاك حرمة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية بالقدس ، والتضييق على أهلها وزائريها والقادمين للعبادة فيها.

وأشار إلى تعرض المسجد الأقصى بشكل يومي لعمليات اقتحام ، كان آخرها الإعتداءات على “باب الرحمة ” ومواصلة عمليات حفر الأنفاق من قبل الحكومة الإسرائيلية بهدف استكمال ما يطلقون عليه ب” التقسيم المكاني والزماني ” في الحرم القدسي الشريف ، بالإضافة إلى الاعتداءات على كنيسة “المهد ” ببيت لحم ورهبانها.

وأوضح أنه في هذا الإطار تجري اتصالات حثيثة ومتواصلة وعلى كافة الأصعدة بالتنسيق المشترك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ” صاحب الوصايا على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، وشريكنا في الدفاع عن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين”.

وأشاد الرئيس الفلسطيني بدور الأوقاف الإسلامية الأردنية ، باعتبارها المسئولة عن إدارة شئون المسجد الأقصى .

وأضاف أن فلسطين والأردن يعملان سويا لوقف الهجمات الإسرائيلية ، والعودة إلى احترام الوضع التاريخي القائم منذ عام 1967.

ووجه التحية لأهالي القدس الصامدين ، أمام الهجمات الإسرائيلية، مثمنا الجهود المبذولة من قبل العاهل المغربي ، الملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس .

وحمل الرئيس الفلسطيني – في سياق كلمته – الإدارة الأمريكية مسئولية ما تشهده فلسطين من ممارسات قمعية ونشاطات استيطانية وخنق الاقتصاد الفلسطيني ، ومواصلة إسرائيل سياساتها العنصرية ، والتصرف كدولة فوق القانون ، لدعمها للاحتلال الإسرائيلي.

وأكد رفض اعتراف الإدارة الأمريكية بضم الجولان السورية ” المحتلة ” للسيادة الإسرائيلية، واصفا ما تقوم به الإدارة الأمريكية بقراراتها يمثل نسفا لمبادرة السلام العربية.

وأكد الرئيس الفلسطيني مواصلة العمل المشترك لحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه تم اختيار دولة فلسطين منذ مطلع هذا العام ” 2019 ” لرئاسة المجموعة ( 77 + الصين ) التي تضم 134 دولة في العالم .

وأشار إلى أن تولى فلسطين لرئاسة المجموعة (77 + الصين) يعد دليلا على ثقة المجتمع الدولي بقدرة وكفاءة مؤسسات الدولة الفلسطينية على القيام بدور لحل قضايا دولية ذات شأن كبير ، مثل : قضايا التنمية المستدامة والبيئة، والتواصل بين دول الجنوب والشمال ، وغيرها من القضايا الاقتصادية الدولية .

وأضاف أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل نشاطاتها الاستيطانية، وتنهب الأرض، والموارد الطبيعية الفلسطينية ، وأنها لم تتوقف عند ذلك، بل قامت باقتطاع جزء كبير من أموال الشعب الفلسطيني التي تجبيها وتأخذ عليها أجر ، والمعروفة ب”أموال المقاصة” البالغ قيمتها مائتي مليون دولار شهريا بذريعة دفع رواتب للأسرى والشهداء والجرحى ، الأمر الذي يعتبر خرقا للاتفاقيات.

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن هدف الاحتلال الإسرائيلي من احتجاز الأموال الفلسطينية ، ومن قبلها قيام الإدارة الأمريكية بوقف جميع مساعداتها التي تبلغ قيمتها 844 مليون دولار سنويا ، للضغط على السلطة الفلسطينية ، وإجبارها على الاستسلام والتخلي عن حقها المشروع في القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ، مشددا على أن القدس ليست للبيع ، وأنه لا معنى لأن تكون فلسطين دون أن تكون القدس الشرقية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية عاصمة لها .

ودعا الرئيس الفلسطيني القادة العرب إلى تفعيل قرارات القمم العربية السابقة الخاصة بتوفير شبكة الأمان المالية، والوفاء بالالتزامات المالية لدعم موازنة دولة فلسطين .

وأكد الرئيس الفلسطيني أنه بذل كل جهد ممكن لإتمام المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية ، بالرغم من مواقف “حماس ” التي تعطل المصالحة، مثمنا موقف وجهود مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتا إلى أن مصر قدمت مؤخرا مبادرة وافقت الحكومة عليها وكذلك “حماس” مشيرا إلى أنه لم تطبق تلك المبادرة حتى الآن ، متهما “حماس ” بأنها لا تريد المصالحة.

وأردف يقول “إنه سيكون لدينا حكومة جديدة تبدأ بالإعداد لانتخابات عامة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، لإنهاء الانقسام ، من خلال إرادة الشعب في صناديق الاقتراع” مشددا على أنه لن يتخلي عن أهالي غزة ، وأنه لن يقبل بدولة في غزة ، ولا بدولة دون غزة.

ولفت إلى أن الفلسطينيين مقبلون علي أيام صعبة للغاية ، بعد أن دمرت إسرائيل – الدولة القائمة بالاحتلال ، لدولة فلسطين- كل الاتفاقات ، وتنصلها من جميع الالتزامات، منذ “أوسلو” وحتي اليوم، واستمرارها في سياساتها وإجراءاتها بتدمير حل الدولتين ، مما أدى إلى فقدان الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها.

وأكد أنه لم يعد باستطاعة الفلسطينيين تحمل هذا الوضع أو التعايش معه ، وأنه حفاظا علي مصالح وأحلام الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، “سنكون مضطرين عاجلا إلى اتخاذ خطوات مصيرية ..واثقين أنكم ستكونون معنا كما كنتم دائما في نضالنا وسندا حقيقيا لشعبنا”.

وقدم الرئيس الفلسطيني – في ختام كلمته – التحية والتقدير للقادة العرب لدعمهم ومواقفهم تجاه فلسطين والقدس، مؤكدا أنه سيبقي والشعب الفلسطيني صامدا داخل وطنهم، كما سيواصل الشعب الفلسطيني ثباته بكل قوة وإصرار لإكمال المسيرة التي بدأها للدفاع عن مقدساته ، وخاصة أن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق