الأحد، 26 نوفمبر 2017

ولي العهد السعودي يفتتح أعمال التحالف الإسلامي العسكري ويؤكد أهمية التنسيق لمكافحة الإرهاب

انطلقت اليوم الأحد في العاصمة السعودية الرياض أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي ينعقد تحت شعار “متحالفون ضد الإرهاب” وذلك بمشاركة وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي ووفود دولية وبعثات رسمية.

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – في الكلمة الافتتاحية للاجتماع – أهمية مكافحة الإرهاب مشيرا إلى أن أغلب منظمات الدول الإسلامية تعمل دون وجود تنسيق قوي وجيد ومميز بينها ، معلنا انتهاء تلك الأزمة منذ تأسيس هذا التحالف اليوم.

وقال بن سلمان أن أكثر من 40 دولة إسلامية ترسل اليوم إشارة قوية بأنها ستعمل معا وتنسق بشكل قوي بدعم جهود بعضها البعض، سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الاستخباراتي أو السياسي، حيث تقدم كل دولة ما تستطيع في كل مجال حسب قدراتها وإمكانياتها مشيرا إلى وجود عدة مبادرات سيتم الإعلان عنها في البيان الختامي بعد اتفاق وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي عليها.

وأكد بن سلمان أن الإرهاب والتطرف لا يتوقف خطره على قتل الأبرياء أو نشر الكراهية فحسب، بل يكمن خطره الأساسي في تشويه سمعة ديننا الحنيف، وتشويه عقيدتنا.. لافتا إلى أننا لن نسمح أن يستمر ما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحة وترويع الأبرياء في الدول الإسلامية ودول العالم أكثر من ذلك ومعربا عن أمنياته بأن تكون مخرجات ونتائج هذه القمة ناجحة وأن تكون الجهود مميزة.

تلا ذلك عرض مقطع فيديو مصور حول خلفيات إطلاق التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب وضحايا الأعمال الإرهابية وطرق تمويلها.

عقب ذلك، ألقى أمين عام رابطة العالم الإسلامي محمد آل عيسى كلمة أكد فيها جدية العزم الإسلامي في مواجهة الإرهاب، كما أكد إعلانه التاريخي لإقامة تحالفه العسكري لمحاربته، مشددا أيضا على أن الأفكار الإرهابية عنصر دخيل على دينه وفكره.

ونوه آل عيسى أن رسالة الإسلام جاءت “نقية من الشوائب”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مهام هذا التحالف هو هزيمة الإرهاب ودحره، ولفت إلى أن الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري.. بل على أيديولوجية متطرفة.

وأوضح أن التطرف المعاصر كان خليطا من حماسة قتالية بعاطفة دينية عشوائية تفتقر لأبسط مقدمات الوعي الديني وأبسط قواعد المنطق العقلي وأشار إلى أن إرهابيين كثيرين التحقوا بتنظيم داعش من 100 دولة، لم يكونوا من مدرسة واحدة، يجمعهم هدف مشترك هو إقامة كيانهم المزعوم، كما أن الأوربيين في داعش يشكلون 50% من عناصر التنظيم.

من جانبه، أكد رحيل شريف القائد العسكري للتحالف الإسلامي ضرورة تنسيق جهود دول التحالف الإسلامي بكل فاعلية لمكافحة الإرهاب والتطرف.. مضيفا أن هذه الأعمال الإرهابية تهدد الاستقرار والسلام العالمي من أجل تحقيق أجندتهم، مضيفا أن التنظيمات الإرهابية تحاول أن تمارس أنشطتها الإجرامية تحت ستار الدين.

وأشار إلى أنه خلال الأعوام الأخيرة وقعت المئات من الأحداث الإرهابية وسقط الآلاف من الضحايا في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، لافتا إلى أن أكثر من 70 % من العلميات الإرهابية وقعت في العالم الإسلامي.

وأكد أن التحالف الإسلامي العسكري يهدف بشكل رئيسي إلى مكافحة الإرهاب وليس موجها ضد أي دولة أو دين، مشيرا إلى أن آلية التحالف الإسلامي تركز على مكافحة الإرهاب والحفاظ على الرسالة العالمية للدين الإسلامي وهي التسامح والاعتدال.

وشدد على أن التحالف الإسلامي يصدر محتويات إعلامية تدعم الحوار ويواجه المفاهيم الخاطئة والخطاب المتطرف، مشيرا إلى أن التحالف سيحاول تجفيف كل منابع الدعم المالي لكل التنظيمات الإرهابية من خلال التنسيق بين دول التحالف ورفع القدرات الاستخباراتية وجمع المعلومات مؤكدا أن التحالف الإسلامي سيعمل على دحر الإرهاب والقضاء على هذه الآفة وذلك لبناء مستقبل آمن لكافة الأجيال المقبلة.

أكد محمد حسين المومني وزير الإعلام الأردني أن الحروب باتت تخاض عبر وسائل الإعلام والاتصال وذلك ضمن حقائق العصر الحالي وتداعيات ثورته الصناعية الرابعة، فأصبحت الساحة الإعلامية والاتصالية ميدان مواجهة تماما كما تكون ميادين الحروب العسكرية والأمنية.

وقال المومني – خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع – إن العصابات الإرهابية الجبانة تلقت خلال الأشهر الماضية هزائم كبيرة لكن الحرب لم تنته بعد، خاصة في الميدان الإعلامي والاتصالي وأضاف أن الحرب على الإرهاب ومواجهة الفكر الإرهابي المتطرف بجميع أشكاله هي عملية مستمرة ومعركة مصيرية، مشيرا إلى أن الأردن انتهجت استراتيجية شاملة لمحاربة هذا الفكر، عملت في جزء أساسي منها على المحور الإعلامي والفكري الذي يتطلب وقتا وجهدا توعويا وفكريا رائدا وممتدا.

وأكد المومني أن الإعلام المهني والتنويري يجب أن يكون صاحب الكلمة العليا والأثر الأكبر ويتفوق على كل الوسائل الأخرى التي يتخذها أعداء الإنسانية وإعلامهم للنيل من هويتنا وتاريخنا، أما دوره الثاني فيتمثل في المبادرة في بث وإنتاج محتوى إعلامي قويم يكرس قيم الإسلام الصحيحة بأبعادها الإنسانية وزرعها في عقول النشء والأجيال ليكونوا دروع مجتمعاتهم في مواجهة المخططات الرامية إلى تدمير الأمة والقضاء على تاريخها.

بدوره.. قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أحمد بن عبد الكريم الخليفي، إن جريمة تمويل الإرهاب تمثل أحد أخطر الجرائم التي تؤثر وبشكل كبير على الأنظمة والمؤسسات المالية والاقتصادية بجانب الأسواق العالمية واستقرارها وسمعتها وكذا الأمن والسلم الدوليين.

وأضاف الخليفي – فى كلمته خلال الاجتماع – أن عملية مكافحة الإرهاب تواجه تحديات كبيرة، لاسيما في السنوات الأخيرة حيث شهدت تطورا ملحوظا سريعا في تعدد أساليب وطرق التمويل وتتزايد درجة المخاطر التي تواجه الدول مع مستوى التخطيط والتنظيم لدى المنفذين وتنوع طرق وأساليب التمويل.

وأكد أهمية التعاون بين الدول من خلال تعزيز أوجه التعاون الدولي لمكافحة هذه الجريمة التي تهدد أمننا ومجتمعاتنا والأجيال القادمة، لافتا إلى أن السعودية تعد من أبرز المساهمين في مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وقدمت مساهمات مالية بلغت 110 ملايين دولار أمريكي، إيمانا بأهمية دعم الدول لبناء قدراتها وتعزيز بنيتها التحتية لمكافحة تمويل الإرهاب.

ومن جانبه، أكد رئيس وفد دولة الكويت أن بلاده تقف إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب، مضيفا أن الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بشمال سيناء يعد دليلا على أن الإرهاب لا يمت للدين الإسلامي بصلة كما أكد أن دولة الكويت تستنكر هذا الحادث الإجرامي، وتتقدم بالعزاء لأهالي الضحايا، مشددا على ضرورة توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.

وأدان رئيس وفد جمهورية السودان بقوة ما حدث في مصر من عمل إرهابي اثم لإزهاق الأرواح البريئة، كما قدم واجب العزاء لحكومة مصر وشعبها وأسر الضحايا.

وقال إن العالم يعيش اليوم حالة اللاوعي الاستراتيجي لتوالي الأحداث المفزعة وكارثية نتائجها، ورغم ذلك تسعى الاستراتيجية الحاكمة في المنطقة لاختراق مجتمعاتها وتفكيك كياناتها واستقرارها وتفتيت دولها لإعادة تكوينها من جديد.

يذكر أن مركز التحالف تم تأسيسه في الرياض ليكون بمثابة مؤسسة لتنفيذ برنامج التحالف وتحقيق رسالته، وسيوفر المركز منصة مؤسسية ذات شرعية تعمل في إطار حوكمة شفافة من أجل تقديم المقترحات والنقاشات، وتيسير سبل التعاون بين الدول الأعضاء والدول الداعمة لتنفيذ مبادرات محددة ضمن مجالات عمله الأربعة الفكري والإعلامي ومحاربة تمويل الإرهاب والعسكري.

المصدر: أ ش أ



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق