الأحد، 26 نوفمبر 2017

دول التحالف الإسلامي تؤكد أهمية التعاون لمكافحة الإرهاب وتقرر إجراء مناورات مشتركة بين الأعضاء

أكد الفريق عبد الإله الصالح أمين عام التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب اليوم الأحد أن الإرهاب أصبح يمثل تحديا وتهديدا متناميا للسلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ، حيث تخطي حدود الدول وتجاوز جميع القيم وأضحي أشد فتكا من ذي قبل ، ولا سيما في عالمنا الإسلامي الذي يعاني جراء الإرهاب وما يخلفه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وقال الصالح، خلال مؤتمر صحفي لعرض نتائج البيان الختامي لاجتماع التحالف الإسلامي لمحاربة الارهاب الذي عقد بالرياض، إن وزراء الدفاع بدول التحاف الاسلامي لمكافحة الارهاب أكدوا خلال اجتماعهم اليوم بالرياض عزمهم وعزم دولهم علي تنسيق الجهود وتوحيدها لدرء مخاطر الارهاب والوقوف ضده ، مشددين علي أهمية الجهد المشترك والعمل الجماعي المنظم والتخطيط الاستراتيجي الشامل للتعامل مع خطر الإرهاب ووضع حد لمن يسعي لتأجيج الصراعات والطائفية ونشر الفوضي والفتن داخل الدول.

وأضاف أن أهم نتائج البيان الختامي لاجتماع وزراء الدفاع بالتحالف كانت كالأتي :

أولا: محاربة الإرهاب في المجال الفكري ، مؤكدين عزمهم علي العمل بكل ما يمكن من وسائل لمواجهة التطرف والإرهاب بجميع مفاهيمه وتصوراته الفكرية وكشف حقيقته وفضح أوهامه ومزاعمه وأساليب خداعه في توظيف الأحداث ، إدراكا منهم لاستلهام الإرهابيين لمنهج الغلو والتطرف من الأفكار المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية ، وإيمانا بخطورة التطرف الفكري وانتشاره وتمدد جغرافيته وأثاره علي الفرد والمجتمع.

ثانيا: التصدي للإرهاب بكل الوسائل العلمية وإبراز المفاهيم الإسلامية الصحيحة وصولا إلى إيضاح حقيقة الإسلام المعتدل الذي ينسجم مع الفطرة السوية ويتعايش مع الآخر بأمن وسلم وعدل وإحسان.

وقال إن الدور الرئيسي للإعلام والأولوية القصوى تتمثل في استثماره في محاربة الإرهاب وإيضاح حقيقته والعمل على مواجهة الدعاية الإعلامية الإرهابية ، بالإضافة إلى تقويض مرتكزاتها وسلب عوامل تأثيرها وتبيان شناعة أفعالها وأثرها الخطير والحيلولة بين الإرهابيين واستخدام الإعلام في إرسال الرسائل الإرهابية.

وشدد الصالح، خلال المؤتمر الصحفي، على أنه يجب توظيف الإعلام بجميع وسائله وأشكاله لمحاربة الفكر المتطرف من أى مصدر كان والتصدي للدعايات الإرهابية ورموز الفكر المتطرف ؛ فضلا عن كشف أساليبهم في الترويج لأفكارهم المنحرفة ، وذلك من خلال توجيه الجهود الإعلامية لتقديم الصورة الحقيقية لواقعهم وفضح معتقداتهم الداعية للموت والدمار وتعرية تصوراتهم ومناهجهم وتفكيك آلاتهم الإرهابية التي يستخدمونها.

ثالثا: شدد وزراء دفاع دول التحالف الاسلامي علي محاربة تمويل الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله ، مشيرين إلى أهمية تجفيف منابع الإرهاب وقطع أي تغذية مالية لعملياته وأنشطته من خلال تعزيز الجهود والسرعة في إتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة لمكافحة تمويل الإرهاب بما يكفل قطع مصادره وتطوير السياسات والتشريعات الوقائية والرقابة المالية وتحسين مستوى الإلتزام بها وبالمعايير الدولية.

وأضاف الفريق عبد الإله الصالح أن هناك ضرورة لزيادة التنسيق والتعاون الفني والأمني في تبادل البيانات والمعلومات ونقل المعارف والخبرات في مجال مكافحة تمويل الإرهاب ، لافتا إلى أنه يجب التأكد من كفاية النظم والإجراءات وفعاليتها في التضييق على تمويل الإرهاب وزيادة مستوى الوعي بالطرق والأساليب والاتجاهات المتنوعة لتمويل عملياته، بهدف الوصول لأفضل الحلول وأنجحها وأسرعها في القضاء على تمويله.

رابعا: وفيما يتعلق بمحاربة الإرهاب عسكريا، أكد  الصالح أهمية الدور العسكري في محاربة خطر الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم في دول التحالف الإسلامي والمساهمة في الأمن والسلم الإقليمي والدولي، مشددا على أهمية توفير دول التحالف قدرات عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها وعدم إعطائها الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها.

وشدد الصالح على أهمية دور مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في تنسيق الجهود العسكرية وتكاملها وتبادل المعلومات والاستخبارات ، بالإضافة إلى عقد الدورات التدريبية المشتركة.

خامسا: وحول آلية عمل التحالف ، أعلن الفريق عبد الإله الصالح تأمين مقر لمركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض ، على أن تقوم المملكة العربية السعودية بتأمين احتياجاته واستكمال جميع المتطلبات القانونية والتنظيمية اللازمة لتمكينه من ممارسة المهام المنوطة به.

وأشار أمين عام التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب إلى أن رئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي سيتولى تعيين الأمين العام والقائد العسكري للتحالف ، فضلا عن اعتماد النظام الداخلي للمركز ولوائحه وميزانياته السنوية ، واتخاذ الترتيبات اللازمة في شأن قيام دول التحالف بتسمية منسقيها في المركز وتمكين التحالف من بناء شراكات مع المنظمات الدولية وإبراز دوره دوليا في مجال مكافحة الإرهاب واتخاذ مايراه محققا لمصلحة التحالف.

ونوه الصالح بأن مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي سيعقد اجتماعاته سنويا أو عند الحاجة لمتابعة ما يتخذ من استراتيجيات وما يقرر من سياسات وخطط وبرامج لتحقيق أهدافه ومراجعة التقارير التي يقدمها المركز، بالإضافة إلى متابعة الجهود التي تبذل في المجالات المختلفة في محاربة الإرهاب.

وشدد الفريق عبد الإله الصالح على ضرورة مضاعفة الجهود لتعزيز العمل المشترك في أي عملية أو مبادرة ضمن إطار التحالف الإسلامي العسكري ووفقا للتنظيم المركزي وآلياته.

وفي الختام ، أشاد أمين عام التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بروح التفاهم والتعاون التي سادت الاجتماع ، فضلا عن التوافق في الرؤى والمواقف حيال ضرورة القضاء على الإرهاب عبر جهد إقليمي دولي موحد ودائم يحترم الشرعية الدولية ويتبنى معالجة شمولية متعددة الجوانب لهذه الظاهرة ، منوها بأهمية تكاتف الجهود والرؤى بهدف تحقيق الأهداف التي يتوخاها التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق