قامت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنظمة التحرير الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بتوجيه انتقادات لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الاثنين، حيث شبه فيه حماس بتنظيم الدولة الإسلامية، كما تحدث عن “تسوية تاريخية” مع الفلسطينيين.
واعتبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري تشبيه نتنياهو حماس بتنظيم الدولة بأنه “محاولة لخلط الأمور”، مؤكدا أن حماس “هي حركة تحرر وطني فلسطيني”، في حين أن “الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر الشر والإرهاب في العالم، وإرهاب إسرائيل هو عملة بوجه واحد فقط”.
وقال نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “المعركة ضد الإسلام المتطرف واحدة، لهذا السبب فإن معركة إسرائيل ضد حماس ليست فقط معركتنا، إنها معركتكم”. كما أنه يقارن منذ أسابيع بين تنظيم الدولة الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا وبين حركة حماس، سعيا لما يفسره مراقبون بأنه تبرير للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وأضاف أبو زهري أن “مزاعم نتنياهو بأن حماس استخدمت المدنيين دروعا بشرية هي ادعاءات كاذبة”، متسائلا “كيف يبرر قتل أطفال عائلة بكر على شاطئ البحر وهم يلعبون، وكيف يبرر قتل أكثر من خمسمائة طفل فلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي؟”
واعتبر أن “جرائم نتنياهو في غزة لا يمكن القفز عليها بخطاب فارغ المضمون، وما يجزم بكذب نتنياهو هو رفضه استقبال لجنة تحقيق دولية في جرائمه في غزة”.
من جهتها، اتهمت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي مساء الاثنين نتنياهو بـ”التلاعب بالوقائع” في خطابه الأممي، مشيرة إلى أنه “حاول عبر خطابه أن يخدع الجمهور عبر توسل لغة الكراهية والافتراء والأعذار”.
ورأت عشراوي أن نتنياهو “فقد الإحساس بالواقع حين رفض الاعتراف بالاحتلال ومجازره وجرائم الحرب التي ارتكبها”، في وقت بدأ الفلسطينيون حملة دبلوماسية في الأمم المتحدة لإصدار قرار دولي يضع حدا للاحتلال الإسرائيلي وينص على قيام دولة فلسطين ضمن حدود 1967.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهم الجمعة إسرائيل بارتكاب “جريمة إبادة” في قطاع غزة، مؤكدا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المفاوضات فشلت وحان الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي و”لاستقلال دولة فلسطين”، الأمر الذي أثار استياء واشنطن.
وفي السياق ذاته، قالت الرئاسة الفلسطينية إن التسوية التاريخية التي تحدث عنها نتنياهو في خطابه الأممي لا بد أن تعني قيام دولة فلسطينية، عاصمتها مدينة القدس الشرقية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الحل يجب أن يكون وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، الذي منح فلسطين صفة “دولة مراقب غير عضو” في الأمم المتحدة.
وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال نتنياهو إن “هناك فرصة تاريخية سانحة تتمثل في إدراك بعض الدول العربية المهمة لوجود مصالح مشتركة مع إسرائيل ومخاطر مشتركة تتمثل في إيران والإسلام المتطرف”.
من جانبه، وصف الناطق باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أحمد عساف كلمة نتنياهو بـ”المنفصلة عن الواقع، والخرافات”.
وأضاف لوكالة الأناضول أن “كلمة نتنياهو منفصلة عن الواقع، وقد تصرف مثل النعامة، حيث وضع رأسه في الرمل وخاطب العصابات الصهيونية، متجاهلا دول العالم التي يتحدث أمامها”.
وفي ردود الفعل داخل إسرائيل، رأى رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست (البرلمان) زئيف ألكين أن كلمة نتنياهو تمثل “الرد المناسب على كلمة عباس الحافلة بالأكاذيب والتشهير”، بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية.
ودعا ألكين نتنياهو إلى “الانتقال من الأقوال إلى الأفعال”، مضيفا أنه “يجب على عباس أن يعلم أن استمراره في حرب القذف والتشهير والاعتداءات الكلامية على إسرائيل في الحلبة الدولية سيكون له ثمن باهظ سيدفعه هو وقيادة السلطة الفلسطينية”.
من جانبه، اعتبر النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي أن كلمة نتنياهو انطوت على معاداة للإسلام وجاءت خالية من أي مضمون سياسي.
استراحة
0 التعليقات:
إرسال تعليق